تسبق طبعا، مرحلة الإستعداد للقيام بحفل العرس مسألــــة أخرى أساسية التي هي إيجاد العروس شريــكة الــحـيـاة.ْ
تقوم الأم قديما باختيار خطيبة ابنها،وتكون غالبا مــــــن
العائلة القريبة،وقد يختار الأب كذلك من بعض اصدقائــه
المقربين، وقد يحصل في بعض الحالات أن يختار الشخص
المعني بالزواج خطيبته بنفسه بمناسبة حضوره أحد الأعراس
سواء في القرية أو القبيلة،. بعدحصول الإعجاب بفتاة ما
يتم التحري عن أصلها، ونسبها، وشرفها، وعمرها...وذلك
عن طريق الأقارب والأحباب أوفي الأسواق الأسبوعية
إن كانت تسكن بعيدة عن القرية كسوق “ الإثنين” مثــلا
بأگويم قديما،التي تعتبر فرصة لقضاء بعض الحاجــــات
الضرورية والإلتقاء بالأصدقاء ولتداول الأخبار المختلفة
وبعد التحري عن الزوجة المرتقبة، وبعد اقتناع الأسرة
بأنها الزوجة الصالحة. يتم انتداب أحد افراد العائـــلة
كالعم أو الخال.....للقيام بالتوسط لدى أب البنت الــتي
وقع عليها الإختيار،وذالك بالذهاب إلى منزله ،أو الإلتقاء
به في المسجد، وإن كانت الخطيبة المنتظرة تقطن أحد
الدواوير المجاورة فيوم السوق الأسبوعي هو الأنســـب
وأول شيئ يبدئ به الشخص كلامه بعد التحية المعتادة
هو”ضف الله” ويكون رد ولي البنت مرحبا “ب ضف الله
يدخل الوسيط المنتدب من طرف العائلة في الموضوع
حيث يعلن عن هدفه مكرراَ مرة أخرى جئت طالبا “ضف
الله”والغرض من زيارتي هذه هو أن أخطب إبنتكـــــــم
الكريمة”لالةفلانة” للسيد”فلان” ابن فلان في المحل
الفولاني إن كان خارج القرية،فيكون جوابه “ إن يسر
الله ذلك” ثم يطلب من الشخص المنتدب إعطاءه فرصة
للتشاور حول الموضوع مع أهله رجالاَ ونساء،ومـــــــــــع
المعنية بالأمر.وبعد هذا ،يقوم أبو الفتاة بالإستخبار،عند
الإقتضاء، عن أسرة طالب الزواج من حيث الحالة المادية
المصاهرة، النسب،الشرف...وبعد عملية التـشــاور يــتــم
اتخاذ القرار بالقبول أو الرفض فالوضعية الإقتصادية
للزوج المستقبلي ومكانته الإجتماعية وسيرته تكـــون
دائما هي الحاسمة في اتخاذ القرار المناسب.ْ
وبعد القبول من لدن أسرة المخطوبة ،يتم الإلتقاء مجـدداً
بالشخص المكلف بالوساطة لزف خبر القبول وهو عبارة عن قــبــول مـــبــدئي.ْ بعدها يقوم أهل الخطيب للإستعداد للذهاب إلى بيت الخطيبة رسمياَ دون مصاحبة الخطيب “أو المعنـــــــي بالإمر” حسب أعراف هذه المانطق فالأب و الأم والأخوات المتزوجات هم من سيتكلفون بهذا الأمر مصحوبين بهدايا تتكون من كسوة للعروس أي المخطوبة وبعض الحلي والسكر، وهو أحد أهم الطقوس التقليدية التي يحرص عليها الكل مهما اختلف المستوى المادي للأسرة.ْ
بعد الدخول إلى بيت الخطيبة يرحب بالجميع ويتخـــــذ النساء مكاناَ خاصاَ لهن، بعد التحيات المعروفة يتبادلن أطراف الحديث بينهن.ْ وفي جهة أخرى من البيت يتخذ الرجال مكانا لهم بحضور إمام المسجد،إذ لا مجال للإختلاط داخل هذه القبيلـــــة فبعد شرب الشاي يبدأ النقاش في الأمور المهمة والحاسمة وهي من اختــصــاص الرجـــــال.ْ
وتواجد الفقيه أو إمام القرية في هذه اللحظة كونه يعتبر
الشخص الوحيد الذي يعرف القراءة والكتابة قبل انتشار
المدارس في هذه المنطقة بعد الإستقلال.ْ بحيث يوثق
التزمات كلا الطرفين فيما يخص المهر، ونفقات العرس
والذي يتكون من دقيق وزيت، وخرفان ،وكذلك الحلي
المصنوعة من الفضة “النقرة”ْ
أما أم الخطيب فتعتبر هذا اليوم بالنسبة لها فرصـــــــة
للالتقاء بزوجة ابنها المرتقبة في إطار التجمع النسائي
لتحمل بعض أوصافها إلى إبنها الذي قد يجهل بحالها.ْ
وبعد الإتفاق بين الرجال ،وانتهاء تجاذب أطراف الحديث
من لذن النساء،يأمر أبو الخطيبة بإحضار وجبة العشاء
بعدها يبدأ الفقيه بقراءة الفاتحة، والدعاء لأهل البيت
والمخطوبين ،وينتهي اللقاء بضرب موعد للعرس فـــــي
الــصـــيــف الــمــقــبـــــــل.ْ
|